الأربعاء، 9 مايو 2012

تضارب حول أهداف زيارة وفد مصري لإيران

وسائل إعلام حكومية تصف الوفد بالعلمي ومصادر معارضة تؤكد أنه وفد دبلوماسي رفيع المستوى

الأربعاء 18 جمادى الثانية 1433هـ - 09 مايو 2012م

زيارة سابقة لوفد مصري إلى إيران

زيارة سابقة لوفد مصري إلى إيران

دبي – سعود الزاهد

تضاربت الأنباء حول طبيعة الزيارة التي يقوم بها وفد مصري كبير مكون من 60 شخصا لإيران ففي الوقت الذي وصفت وسائل إعلام حكومية إيرانية الوفد بالعلمي أفادت مصادر معارضة أن طبيعة الزيارة تؤكد مساعي متبادلة لتطبيع العلاقات المقطوعة بين القاهرة وطهران منذ مارس 1979.
وذكرت وكالة "مهر" للأنباء شبه الرسمية في سياق تغطيتها لزيارة الوفد المصري إلى إيران اليوم الأربعاء أنه الأكبر بعد الثورة الإيرانية (1979) على الإطلاق.
وأوضحت أنه يقوم بتبادل الآراء حول "حركة الصحوة الإسلامية" حسب أدبيات إيران في التعبير عن الثورات العربية.
هذا ووصفت "أمانة جمعية الصحوة الإسلامية" والتي تأسست للتعاطي مع "الربيع العربي" وصف الوفد المصري بالعلمي إلا أنها أكدت أن الضيوف المصريين سيلتقون بمستشار المرشد الإيراني الأعلى في الشؤون الدولية ووزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي.
وقد دفعت مصادر إعلامية معارضة نبأ اجتماع الوفد المصري بولايتي للتأكيد على أن مهمة الوفد تتلخص في بدء المفاوضات لتطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران وشدد موقع "بيك نت" القريب من الحزب الشيوعي الإيراني (توده) نقلا عن مصادر لم يسمها إن وفدا سياسيا مصريا رفيع المستوى قدم إلى إيران بغية استئناف العلاقات بين البلدين.

الاستفادة من تجارب إيران

ونظرا لتأكيدات وسائل الإعلام الحكومية أن الوفد سيلتقي وشيكا بالدكتور علي أكبر ولايتي، مستشار آية الله علي خامنئي، استشف موقع "بيك نت" أن المرشد الإيراني الأعلى سيقود شخصيا عملية تطبيع العلاقات من خلال مستشاره ولايتي أي أن حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد ستتعامل مع هذا الملف حسب تعليمات الولي الفقيه، أعلى سلطة دستورية في إيران.
وأوضحت "الأمانة العامة للصحوة الإسلامية" أن الوفد سيتباحث مع علي أكبر ولايتي حول ما وصفه بـ"الصحوة الإسلامية" وسيشرح الظروف التي تمر بها الثورة المصرية للجانب الإيراني ويحاول نقل التجربة الإيرانية والاستفادة من مكتسبات الثورة الإيرانية كما سيتم مناقشة الوضع العام والشؤون الجامعية.
هذا ولم تذكر وسائل الإعلام الإيرانية أسماء أو مناصب أعضاء الوفد المصري الأمر الذي يضفي المزيد من الضبابية على طبيعة هذه الزيارة وأهدافها.

تاريخ العلاقات بين القاهرة وطهران

وقد بدأت العلاقات المصرية الإيرانية في العصر الحديث في القرن بعيد توقيع اتفاقية "أرضروم" بين إيران القاجارية والدولة العثمانية حيث تم افتتاح أول ممثلية إيرانية في القاهرة وتم في عام 1928 توقيع اتفاقية صداقة بين البلدين وتطورت هذه العلاقات لاحقا إثر زواج محمد رضا شاه من شقيقة الملك فاروق الأميرة فوزية.
وكانت العلاقات المصرية الإيرانية أيام الشاه محمد رضا بهلوي علاقة كاملة وممتازة، حتى مجيء الثوار الأحرار في عام 1952 حيث كان الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر يرى في الشاه شرطيا في الشرق الأوسط وحليفا لإسرائيل ولكن تحسنت في فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات واستمرت حتى عام 1979 م، عام انتصار الثورة الإيرانية فاستقبلت مصر الشاه محمد رضا بهلوي بعد أن رفضت استضافة أمريكا خوفاً على مصالحها في إيران، وما أن أعلنت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل في مارس 1979، حتى أعلن النظام الإيراني قطع العلاقات مع القاهرة.
وبعد اغتيال أنور السادات في أكتوبر 1981، أطلق النظام الإيراني على أحد الشوارع اسم خالد الإسلامبولي الذي قاد عملية الاغتيال، وطالبت مصر مرارا بتغيير اسم الشارع.

0 التعليقات:

إرسال تعليق