الاثنين، 14 مايو 2012

فتنة… واحداث كنيسة ماريناب

"فتنة ماريناب".. "كنيسة" أم "مضيفة" ؟

الوفد : 02 - 10 - 2011

"موجة غضب قبطي متصاعدة، يتسع مداها من الإسكندرية إلى أسوان .. يقابلها على الجانب الآخر ثبات انفعالي ل"محافظ أسوان"، هذا هو ملخص المشهد الحاضر،
إزاء احتدام الجدل حول مبنى بمنطقة "ماريناب" يحسبه الأقباط "كنيسة"، وفقا لتصريحات القيادة الكنسية، بينما تراه المحافظة "مضيفة"، طبقا لأوراق في حوزتها تدعم قناعتها ليبقى القانون "حكما" بين الفريقين دون الحاجة إلى النفخ في نار الطائفية من قبل "خفافيش الظلام".
من قرية الماريناب بإدفو التي تقع شمال محافظة أسوان، انطلقت ثالث شرارات الفتنة الحارقة الجمعة الماضية بين مسلمين ومسيحيين، وكأنها نسخة مكررة من حادثي "صول"، و"إمبابة" منذ غروب شمس النظام البائد بسبب بناء كنيسة.
الخسائر في تلك الحادث احتفظت بندرتها، إلا فيما يزعمه البعض من هدم وإحراق أجزاء من مبنى اعتبره الأقباط "كنيسة"، بحسب تراخيص يملكونها، وأوراق أرسلها المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية اليوم، وفقا لمصدر مطلع – رفض ذكر اسمه – إلى المجلس العسكري، ثم حرائق طفيفة شملت ثلاثة منازل، بينما غاب وصف "القتلى".
وجهة نظر الكنيسة أن محافظ أسوان، مصطفى السيد، أخطأ حين قال إن المبنى غير مرخص على أنه "كنيسة"، في حين أن البابا شنودة الثالث، رأس الكنيسة، تلقى ملفا كاملا يتضمن ما يسمى وفقا للقيادات الكنسية "تراخيص الكنيسة".
ويتضح عند الاطلاع عليه أن تصريح "الهدم" صادر بشأن كنيسة، وليس مبنى "مضيفة"، والتي يصلي فيها قرابة 45 أسرة منذ سنة 1940، وقدم الطلب وفقا للأوراق للإدارة الهندسية لترميمها فيما بعد، لكن لجنة استشارية هندسية تابعة للمحافظة قضت بعدم صلاحيتها للترميم ولا للصلاة فيها، داعية إلى الإحلال والتجديد.
وفي ذلك أرسل محافظ أسوان طالبًا رأى مفوضى هيئة الدولة فى التقرير، فصدر قرار من مفوضى الدولة بأنه لا مانع من إحلال وتجديد الكنيسة وبناء عليه صممت رسومات هندسية للكنيسة وقدمت للإدارة الهندسية، التى وافقت عليها وأعطتهم رخصة رقم 42 فى مايو لسنة 2011 باسم كنيسة مارجرجس وليس بدار ضيافة .
خارج إطار الكنيسة أمهلت الحركات القبطية المتمثلة في "اتحاد شباب ماسبيرو، وأقباط من أجل مصر، وأقباط بلا قيود"، الحكومة والمجلس العسكري 48ساعة لوضع حل جذري للأزمة الراهنة، بعيدا عن جلسات الصلح العرفية وتنفيذ المطالب التي يعتلي قمتها إقالة محافظ أسوان، وإعادة بناء الكنيسة في موضعها الحالي بالمساحة ذاتها، والقبض على الجناة.
وهدد شباب الأقباط برعاية القمص متياس نصر منقريوس كاهن كنيسة عزبة النخل بالدخول في اعتصام مفتوح أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، وهو المكان المفضل بالنسبة لهم منذ أحداث "أطفيح"، في حال استمرار الوضع على ماهو عليه.
قطع الطريق أمام المارة والسيارات اعتبره- منقريوس- ومن معه من شباب الأقباط "إنذارا" للحكومة والمجلس العسكري، ورسالة مفادها "اختشوا وخلوا عندكم دم"-على حد تعبيره، محذرا من تحول غضب الشباب "النبيل" إلى غضب "مدمر"، مختتما بعبارة "الأقباط لن يتحملوا كثيرا".
قبيل العد التنازلي للمهلة المحددة من جانب الأقباط بالقاهرة، كان القمص مكاريوس، كاهن كنيسة مارجرجس ب"ماريناب" على موعد مع لجنة معاينة من الإدارة الهندسية بمجلس المدينة، يتلخص عملها في مطابقة أوصاف المبنى على ما جاء في ترخيصه، وبعدها يقول "مكاريوس"، شباب الأقباط ب"أسوان" يعتزمون تنظيم مظاهرة غدا أمام مبنى المحافظة للتنديد بالموقف الحالي، انطلاقا من قناعتهم الكاملة بمهلة 48 ساعة التي أعلنها القادة بالقاهرة .
على الجانب الآخر، شرح مصطفى السيد محافظ أسوان في بيان له تداولته كافة وسائل الإعلام، ملابسات الموقف، ممهورا برفض قاطع لما أسماه "ادعاءات بعض المنظمات القبطية" بتعرض بعض الأقباط للحرق والسلب والنهب، لافتا إلى أن أحد الأقباط في قرية المريناب بإدفو، خالف قرارا صدر في 2010 بإعادة بناء "مضيفة "على مساحة 280 مترا، وكانت في الأصل عبارة عن منزل قديم لشخص يدعى "معوض يوسف" وحولها إلى كنيسة مما تسبب في احتقان وإثارة أهالي القرية.
وأرجع البيان الذي أقر اعتراف القيادة الكنسية بالخطأ، والاعتذار عنه، سبب الاحتقان إلى تباطؤ أحد المقاولين الأقباط، كانت قد وكلت إليه عملية إزالة المخالفات.
وأشار إلى أن المخالفة تتلخص في أن موافقة المحافظ على إعادة بناء مضيفة تستخدم كدار مناسبات بارتفاع 9 أمتار، قوبل ببناء ارتفاع 13 مترا، وبناء عدد من القباب أعلاها لتأخذ شكل كنيسة دون وجود تراخيص.
بين الجانبين تفصل لجنة تقصي حقائق أرسلها مجلس الوزراء اليوم لبحث ملابسات الموقف، أعضاءها الأربعة وهم "محمود العلايلي، وبيشوي تمر، وأحمد عادل، وانطوان عادل"، ومهمتها تسليم تقريرها لمجلس الوزراء.
على مسافة واحدة من كافة الأطراف، وفقا لتصريحات محمد حسن – مدير إدارة الإعلام بالمحافظة ل"بوابة الوفد" يقف القانون، الذي يحتكم إليه الجميع، وقال إن لجنة تقصي الحقائق، إذا التقت محافظ أسوان، فلن يقال لها أكثر مما جاء في البيان سالف الذكر.
القوى الظلامية في المشهد، تتسلل من وراء جدر، بقايا أقباط المهجر، موريس صادق,عصمت زقلمة – ممثلي الدولة القبطية المزعومة، مارسوا هوايتهم في سكب الزيت على النار، وطالبوا السفير الإثيوبي بالعاصمة واشنطن، بإرسال قوة شرطة عاجلة من الجيش الإثيوبي وقوات الاتحاد الإفريقي إلى محافظة أسوان لاحتلالها بدعوى حماية الأقليات المسيحية في مصر عقب أحداث "ماريناب".

0 التعليقات:

إرسال تعليق